
كشفت بريطانيا عن برنامج سري لمساعدة أوكرانيا في مواجهة الهجمات الإلكترونية الروسية. ولم تُعلن تفاصيل البرنامج، الذي تبلغ كلفته 6.35 ملايين جنيه إسترليني، من قبل للحفاظ على حماية أمن العمليات، بحسب ما قاله مسؤولون.
وشهدت أوكرانيا هجمات غير مسبوقة من مجموعة من أجهزة المخابرات الروسية، وفقا للمشاركين في البرنامج, ولكن الدفاعات الأوكرانية بدعم من حلفائها ساعدتها على الصمود في وجه العديد من محاولات ضرب وتعطيل الأنظمة.
ويعتقد المشاركون في برنامج الدفاع البريطاني أن استهداف أوكرانيا في الفضاء الإلكتروني يمثل، على ما يعتقد، أكثر ما واجهته أي حكومة شمولا في التاريخ.
وقالت مصادر أمنية إن الهجمات الروسية جاءت على شكل موجات، وإن تلك الموجات تسارعت في النصف الثاني من العام الماضي مع استعداد موسكو لغزو أوكرانيا.
وهدفت الموجة التالية إلى السعي إلى تعطيل الوزارات الحكومية في شهري يناير وفبراير، ثم الانتقال إلى مرحلة جديدة أكثر انتهازية في الأشهر الأخيرة، بحسب ما تقوله مصادر.
وعملت بريطانيا لفترة طويلة مع أوكرانيا في مجال الدفاع الإلكتروني، لكنها تحولت إلى تقديم المساعدة المباشرة بعد الغزو.
وركزت المساعدة على العمل مع شركاء الصناعة لتوفير القدرات المتخصصة اللازمة لاكتشاف الهجمات والتحقيق فيها، بالإضافة إلى تقديم أجهزة وأنظمة أخرى لتعزيز الدفاعات.
وقال ليو دوتشيرتي، وزير شؤون أوروبا في وزارة الخارجية والتنمية الدولية البريطانية: “جلبنا بعضا من خبرتنا للتأثير في مساعدتهم على الدفاع في مواجهة ما كان يعد هجوما يوميا بالضربات الإلكترونية من روسيا منذ بداية الغزو”.
وكشفت القيادة الإلكترونية للجيش الأمريكي في الفترة الأخيرة لبي بي سي عن الطريقة التي ساعدت بها في اصطياد الروس داخل الأنظمة الأوكرانية، على الرغم من انسحاب فريقهم بحلول وقت الغزو في فبراير.
وتقول مصادر مقربة من البرنامج البريطاني، الذي يتضمن دعما مكثفا للقطاع الخاص، إنها شاهدت موجات من الهجمات، تستخدم أحيانا تقنيات مبتكرة.
شمل ذلك استهداف الاتصالات عبر الأقمار الصناعية للدخول إلى الشبكات الحساسة، واستخدام شبكات من الوكلاء من البشر على الأرض للوصول إلى الأنظمة الرئيسية وعثر على وحدات يو إس بي مصابة بفيروسات معينة أدخلت على ما يبدو في أجهزة الكمبيوتر.
وكلاء من البشر
لكن يبدو أن روسيا لم تحاول في البداية تدمير شبكات قطاع الاتصالات والطاقة، على الأرجح، لأنها كانت تأمل في استخدامها لأغراضها الخاصة، و”الاستفادة منها عن بعد”، وفقا لما ذكره أحد المشاركين في البرنامج البريطاني.
وتمكن قراصنة مرتبطون بروسيا، في عام 2015، من إيقاف تشغيل محطة طاقة في البلاد، وظل أكثر من 230 ألف شخص بدون كهرباء لمدة 6 ساعات، وبعد تأخير في البداية، أخذت تستهدف أنظمة الكهرباء بشكل متزايد هذا العام.
وقال دوشيرتي لبي بي سي: “كنا نرى يوميا صورا رهيبة للطريقة التي تعرضت فيها الشبكة الكهربائية في أوكرانيا للضربات الباليستية، وضربات الطائرات بدون طيار من الروس – وهم يواجهون نفس التهديد ونفس التحدي في المجال الإلكتروني”.
وقيل أيضا في الأشهر الأولى من الحرب إن الفرق التي تدعمها بريطانيا شاهدت استهدافا روسيا محددا لقواعد البيانات التي تبحث عن بيانات التعريف الشخصية على مستوى القرية والمقاطعة والمدينة، وربما كانت أجهزة استخبارات روسية تسعى إلى تحديدها وتحديد موقع المسؤولين.
وقالت مصادر إن مخابرات عسكرية رصدت المجموعات الكاملة من جماعات القرصنة من جميع وكالات المخابرات الروسية الثلاث، وكان أكثرها نشاطا المخابرات العسكرية.

وكانت إحدى أكثر المجموعات المتخفية، التي تحمل اسما رمزيا هو تورلا، والتي ترتبط بجهاز الأمن الروسي، قد شوهدت في موقعين، بسبب ما ارتكبتها من أخطاء.
ومازال جهاز الاستخبارات الخارجية الروسي يواصل التجسس على الحكومات الأمريكية والأوروبية, وشوهدت فرق روسية جديدة تحشد مستخدمة الابتكارات في طريقة تطوير البرامج الضارة ونشرها، بحسب ما قيل.
ويقول بعض المشاركين في مراقبة الشبكات المظلمة إن هناك مؤشرات، على الرغم من ذلك، إلى أن الصراع تسبب في اضطراب العالم الإجرامي الروسي، وإن مؤقتا، مع حدوث انقسامات بين الجماعات بسبب الحرب.
ويقول ضالعون إنه على الرغم من الدفاعات الفعالة، بقيادة الأوكرانيين وبدعم من الحلفاء، لا يزال الفضاء الإلكتروني محل نزاع شديد، حيث تواصل روسيا البحث عن طرق جديدة لتنفيذ طموحاتها.
وقال وزير الخارجية البريطاني جيمس كليفرلي: “إن دعم بريطانيا لأوكرانيا لا يقتصر على المساعدات العسكرية – فنحن نستفيد من الخبرة البريطانية الرائدة عالميا، لدعم الدفاعات الإلكترونية لأوكرانيا. وسنضمن معا هزيمة الكرملين في كل المجالات: على الأرض، وفي الجو، وفي الفضاء الإلكتروني”.
وقال ليندي كاميرون، الرئيسة التنفيذية للمركز الوطني للأمن الإلكتروني، وهو أحد أزرع وكالات الاستخبارات والفضاء الالكتروني والأمن (جي سي إتش كيو) في المملكة المتحدة: “لا يزال التهديد حقيقيا، كما أن حزمة الدعم البريطانية تعزز بلا شك دفاعات أوكرانيا بشكل أكبر”.
المصدر: Egypt14
تعليقان
موفق دائما استاذنا
شكرا لك