
يشهد قطاع الأدب والثقافة على غرار مجالات أخرى كثيرة حالة من الغليان بعد أن اهتز بسبب الثورة التكنولوجية التي أطلقتها برامج الذكاء الاصطناعي مثل “شات جي بي تي”.
ويبدي العاملون في هذا القطاع “شعورا عميقا بعدم الأمان”، وفق ما يؤكد يورغن بوس مدير معرض فرانكفورت للكتاب، وهو الأكبر في العالم، والذي اختتم أعماله أمس الأحد، وكان هذا الموضوع في قلب نقاشاته طوال الأسبوع.
حدود الإبداع
اقتحم الذكاء الاصطناعي بالفعل خدمات الترجمة الادب والثقافة، كما يتطور في مجالات النشر العلمي والقانوني، لكنه يظل هامشيا في عالم الإبداع الأدبي والثقافي.
فعندما يتعلق الأمر بكتابة الروايات لا يزال الذكاء الاصطناعي يفتقر إلى الإلهام، وفق الكاتب البريطاني سلمان رشدي الذي يشكك بقدرة برامج الذكاء الاصطناعي على صياغة نصوص أدبية تضاهي بجودتها مؤلفات الكتّاب.
وقالت الكاتبة والأكاديمية الألمانية جينيفر بيكر -خلال نقاشات على طاولة مستديرة- إن أداء الذكاء الاصطناعي في مجال الكتابة الإبداعية “ليس جيدا بعد”.
ولا يتوقف التخوف من الذكاء الاصطناعي على الكتّاب والأدباء، بل يمتد للعاملين في مجالات ثقافية أخرى مثل النشر والكتابة، والرسم والفنون والتصوير، والغناء والموسيقى، والصحافة، والكتابة الأكاديمية والبحث العلمي.
مجال القانون
بدأ مؤلفون رفع دعاوى لحماية حقوقهم في مواجهة الذكاء الاصطناعي الذي يستخدمها لتوليد محتوى، لكن معاركهم القضائية لن تكون سهلة، ففي أوروبا وأميركا الشمالية يميل القانون إلى تأييد الذكاء الاصطناعي مع أن الوضع قد يتغير، وفق قانونيين. وتعتمد الأمور كلها في نهاية المطاف على نوع النشر، وفق ما تؤكد سوزان بارفيك نائبة المستشار القانوني لاتحاد الناشرين وبائعي الكتب الألمان.
وأشارت بارفيك إلى أن “قطاع الكتب العلمية والمتخصصة هو بالفعل أكثر تقدما، وقد بحث بالفعل في هذه القضية بشكل أكبر”. ولكن بمجرد أن يستخدم الذكاء الاصطناعي التوليدي مليارات النصوص لتدريب خوارزمياته وإنشاء المحتوى تلوح في الأفق معارك قانونية.
حقوق الطبع والنشر
وفي سبتمبر/أيلول الماضي اتخذ مؤلفون كثر -بينهم جورج آر آر مارتن صاحب قصة “لعبة العروش” الملحمية، وملك أفلام الإثارة جون غريشام- إجراءات قانونية في الولايات المتحدة
وهو ضد شركة “أوبن إيه آي” الناشئة في كاليفورنيا، متهمين إياها باستخدام أعمالهما لتلقين خوارزميات “شات جي بي تي” مع تجاهل حقوق الطبع والنشر الخاصة بهم.
وفي رسالة مفتوحة موقعة من كتاب كثر مثل الروائية الكندية مارغريت أتوود والروائي الأميركي دان براون حذر اتحاد المؤلفين الأميركيين عمالقة التكنولوجيا هذا الصيف من أن “ملايين الكتب والمقالات” و”القصائد المحمية بحقوق الطبع والنشر تشكل غذاء لأنظمة الذكاء الاصطناعي، مع وجبات لا نهاية لها من دون فواتير”.
المصدر: الجزيرة
تعليق واحد
موفق دائما استاذنا