
الثورة العربية الكبرى هي ثورة عربية, حيث كانت انتفاضة عسكرية للقوات العربية ضد الإمبراطورية العثمانية في مسرح الشرق الأوسط في الحرب العالمية الأولى.
وذلك عبر مراسلات الحسين، وهي اتفاقية بين الحكومة البريطانية والشريف حسين بن علي شريف مكة ، انطلقت الثورة رسميًا في مكة يوم 10 يونيو 1916.
وكان الهدف من الثورة العربية الكبرى هو إنشاء دولة عربية واحدة موحدة ومستقلة تمتد من حلب في سوريا إلى عدن في اليمن، والتي وعد البريطانيون بالاعتراف بها.
طرد الجيش العثماني
ونجح الجيش العربي بقيادة الشريف حسين والهاشميين ، بدعم عسكري من قوة المشاة البريطانية المصرية، في حارب وطرد الوجود العسكري العثماني من معظم مناطق الحجاز وشرق الأردن.
واستولى التمرد في النهاية على دمشق وأسس المملكة العربية السورية، وهي مملكة قصيرة العمر بقيادة فيصل، ابن الحسين.
وبعد اتفاقية سايكس بيكو ، قسم البريطانيون والفرنسيون الشرق الأوسط إلى مناطق انتداب بدلاً من دولة عربية موحدة، ونكث البريطانيون وعودهم بدعم دولة عربية موحدة ومستقلة.
وهذه الثورة كانت ثورة مسلحة ضد الدولة العثمانية، حيث بدأت في الحجاز مكة، حينما أطلق الشريف الحسين بن علي طلقة واحدة من بندقيته، وذلك قبل فجر يوم التاسع من شعبان 1334ه – 10 يونيو 1916م في مكة المكرمة, وكان لدوي تلك الطلقة من البندقية صدى في جدة والطائف والمدينة.
أسباب الثورة العربية
وامتدت الثورة العربية ضد العثمانيين بعد إخراجهم من الحجاز حتى وصلت بلاد الشام، وإسقاط الحكم العثماني فيها، وفي العراق؛ وذلك نتيجة للسياسة العثمانية خلال الحرب العالمية الأولى.
والتي تمثلت بالتجنيد الإجباري، ومصادرة الأملاك والأرزاق، ومن ثم مجاعة عام 1915 في الوطن العربي، والسياسة القمعية لجمال باشا، الحاكم العسكري للولايات السورية العثمانية.
إلى جانب ذلك تراكمات العلاقة المعقدة بين العرب، والأتراك منذ أواسط القرن التاسع عشر، وحتى مؤتمر باريس عام 1913.
حدود الدولة العربية
وكانت أهم أهداف الثورة، كما نص عليه ميثاق دمشق، ومع مراسلات الحسين مكماهون التي استندت إلى الميثاق، على خلع طاعة الدولة العثمانية، وإقامة دولة عربية موحدة مستقلة.
أو اتحاد دول عربية والتي تشمل شبه الجزيرة العربية نجد والحجاز على وجه الخصوص وبلاد الشام عدا ولاية أضنة والتي اعتبرت ضمن سوريا في ميثاق دمشق مع مراعاه «مصالح بريطانيا في جنوب العراق».
وهي المنطقة الجغرافية التي تبدأ في بغداد وتنتهي بالساحل الشمالي للخليج العربي وهي دول الكويت البحرين قطر الإمارات وسلطنة عمان حاليا لأنها كانت تحت الإنتداب البريطاني.
وتمكن الجيش العربي بقيادة فيصل بن الحسين، وبالتعاون مع مسلحي القبائل، من تحقيق انتصارات عسكرية، وكسر قوات الجيش العثماني على طول خط القتال الممتد من المدينة المنورة وحتى دمشق.
وتمكن بعد تجاوزه العقبة من تسريع تقدمه مع دخول الجيش البريطاني بقيادة الجنرال إدموند ألنبي من سيناء إلى فلسطين ومنها على طول الخط الساحلي حتى لواء إسكندرون.
حكم الأشراف
وفي آخر سبتمبر 1918 انسحب الأتراك من دمشق، وقبلوا بهدنة مودروس، ثم نهائيًا في معاهدة سيفر التنازل عن أملاكهم في نجد، والحجاز، وبلاد الشام، والعراق، وقيليقية، ومصر.
في مرحلة ما بعد الانتصار العسكري للثورة العربية، اتجه الرأي لإقامة اتحاد أو تحالف دول عربية بدلاً من دولة عربية واحدة، على أن يرأسها العائلة الهاشمية.
ويكون الشريف الحسين بن علي ملك على شبه جزيرة العرب والحجاز، والأمير فيصل ملكًا إلى سوريا، والأمير عبدالله ملك العراق.
الخديعة الكبرى
إلا أن الفرنسيين كانوا يكرهون الأمير فيصل ملك سوريا، ومنعه من تحقيق غايته، فتوج ملك على العراق، وتمكن الأمير عبدالله من انتزاع تاج الأردن بوصفه «سوريا الجنوبية» ولم يكن هناك وقت يطالب بمشروع سوريا الكبرى حتى وفاته.
أما الشريف الحسين بن علي، فقد زالت مملكته في الحجاز عام 1926 على يد السلطان عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود, ملك السعودية الدولة السعودية الثالثة فيما بعد.
وتعتبر الثورة العربية الكبرى، أحد أبرز تجليات القومية العربية بشكلها المعاصر، وختام مرحلة النهضة العربية في القرن التاسع عشر, وبداية القرن العشرين.
وتشكلت محطة مفصلية في تاريخ منطقة الشرق الأوسط، ووعيها، ولا تزال ألوان علم الثورة العربية الكبرى، أساس أعلام عدد كبير من الدول العربية, والحركات السياسية فيها.
وعلى الصعيد الفني الثقافي، أنتجت عدد من الأعمال الدرامية التي تؤرخ إلى مرحلة الثورة العربية الكبرى وما تلاها، ومنها حمام القيشاني، وإخوة التراب.
تعليقان
موفق دائما استاذنا
شكرا لك